فولكر تورك.. مفوض حقوق الإنسان في الزمن الصعب
فولكر تورك.. مفوض حقوق الإنسان في الزمن الصعب
هو الاسم الأكثر حضورًا في مختلف الأزمات والصراعات التي تؤثر على حقوق الإنسان في سنواتنا الأخيرة من غزة إلى السودان وصولًا إلى أوكرانيا وإلى الحالة الحقوقية في كل دولة من دول العالم، يحمل الكثير من الآمال وتطلعات أكثر وصولًا إلى عالم يخلو من الظلم للإنسان في أي مكان بالعالم، هو المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك.
ربما اللحظة الحالية التي يمر بها العالم هي الأصعب التي مرت على شخص في منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة الذي هو المسؤول الأساسي المعني بحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة، وهو منصب تم إنشاؤه من مخرجات نتائج المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان لعام 1993.
تولى مهامه الرسمية كمفوض سام لحقوق الإنسان في 17 أكتوبر 2022.. ففعليا تسلم مهامه في الزمن الصعب، فالعالم بالكاد يستفيق من صدمة ويعافي من تاثيرات فايروس كورونا ثم بدات حرب أوكرانيا وبعدها اشتعلت السودان لتكتمل بالحرب في غزة.
تفاعل تورك مع مختلف الأزمات التي يمر بها العالم، ففي غزة يرى أنه لا توجد حدود ولا توجد كلمات يمكنها أن تصف الأهوال التي تتكشف أمام الأعين، وما حدث ويحدث هناك هو مذبحة، وكان السودان على رأس اهتماماته رافضًا حالة النسيان التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الأزمة هناك، قائلًا إنها أزمة اتسمت "بتجاهل خبيث للحياة البشرية، ففي غضون أحد عشر شهرًا، قُتل ما لا يقل عن 14,600 شخص، وأصيب 26 ألفا آخرون، ولا شك أن الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير".
وبعيدًا عن المتوسط والإقليم العربي تفاعل تورك مع كل الأزمات، ففي أوكرانيا أكد خشيته من أن العالم أصبح لا يبالي بأزمة أوكرانيا، على الرغم من القصص المروعة عن المعاناة الإنسانية التي تتكشف كل يوم هناك، منبهًا إلى أن المأساة في أوكرانيا استمرت لفترة طويلة للغاية، وفي هايتي أكد أن العصابات تواصل استخدام العنف الجنسي ضد النساء والفتيات كسلاح إضافة إلى نشر الخوف من خلال مشاركة الصور ومقاطع الفيديو المروعة على وسائل التواصل الاجتماعي المحلية لأفراد مقتولين ونساء يتعرضن للاغتصاب في الوقت الذي لا يزال سيل العنف على الأطفال مستمرا.
"كرّس تورك حياته المهنية الطويلة والمتميزة للنهوض بحقوق الإنسان العالمية، ولا سيما توفير الحماية الدولية إلى اللاجئين وعديمي الجنسية، وهم من بين أكثر الناس ضعفًا في العالم"، هكذا تقدم الأمم المتحدة تعريفها لفولكر تورك.
وقبل الوصول إلى هذا المنصب سبق أن تقلد العديد من المهام داخل الأمم المتحدة، حيث شغل منصب وكيل الأمين العام للسياسات في المكتب التنفيذي لأمين عام الأمم المتحدة، إذ نسّق العمل في مجال السياسات العالمية، وكذلك تولى مهام التنسيق على مستوى منظومة الأمم المتحدة لمتابعة "نداء الأمين العام إلى العمل من أجل حقوق الإنسان".
وفي مقر مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تولى عدداً من المهام حيث شغل منصب مدير شعبة الحماية الدولية (2009-2015)، ومدير التطوير التنظيمي والإدارة (2008-2009)، ورئيس قسم سياسة الحماية والاستشارات القانونية (2000-2004).
وعلى امتداد دول العالم شغل العديد من المهام، منها: مُمثل المفوضية في ماليزيا، ومساعد رئيس البعثة في كوسوفو ومن ثم في البوسنة والهرسك، والمنسق الإقليمي المعني بالحماية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي الكويت.
وهو حاصل على شهادة دكتوراه في القانون الدولي من جامعة فيينا وشهادة ماجستير في القانون من جامعة لينز في النمسا، ودرس القانون في جامعة لينز وتم تدريس أطروحته في جامعة فيينا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وعبّر تورك عن رؤيته لحقوق الإنسان قائلا عنها: "النسبة لي، فإن حقوق الإنسان هي لغة إنسانية مشتركة، إنها توحدنا؛ القصد منها ليس أن تفرقنا.. أعرف مدى أهمية الدفاع عن حقوق الإنسان. من المهم جداً في عالم اليوم أن يكون هناك صوت مميز للضمير والعقل والحكمة في عالم مجزَّأ".